حموضة الدم قبل الحديث عن الأسباب الرئيسيّة التي تسبب الإصابة بحموضة الدم، لا بدّ من إيضاح المفهوم المتعلّق بتلك المشكلة الصحية، والتي تتمثل في حدوث خلل في تركيبة الدم من الناحية الكيميائية، بحيث تزيد نسبة الحموضة فيه وتفوق عن الوضع الطبيعي، ويستخدم الرمز الهيدروجيني بي اتش أو PH كتعبير عن الزيادة والنقصان في معدل حموضة الدم، حيث إنّ الرقم سبعة هو النسبة المتعادلة ما بين الحمضي والقلوي، وما يزيد عن ذلك يعتبر قلوياً.
يُرافق حموضة الدم المرضية العديد من الأعراض التي تتمثل في الأرق، والصداع النصفي، والإمساك، والإسهال بشكل متبادل، والتنفس السريع، وشحوب لون البشرة، والشعور بالغثيان، وبطء ملحوظ في نبضات القلب، وكذلك صعوبة في البلع نتيجة الشعور بالحرقة في منطقة سقف الحلق وغيرها من الأعراض، ويتمّ الفحص والتشخيص بالإصابة بهذه المشكلة مخبرياً من خلال فحص غازات الدم الشرياني.
أسباب حموضة الدم يقف وراء الإصابة بهذه المشكلة العديد من الأسباب والعوامل والأمراض، والتي تتمثل بشكل رئيسي فيما يلي:
- تعتبر الحالات المرضية المختلفة سبباً رئيسياً في حموضة الدم، ومن الأمثلة على أشهر الأمراض المسببة لذلك مرض السكري، والأمراض التي تُصيب الكلى، وأمراض القلب بما فيها القصور، والأمراض النفسية المختلفة بما فيها الكآبة، والغباء، وضعف الحدة في العمليات العقلية المختلفة.
- يؤدي تعاطي المخدرات والكحول بصورة دائمة والإدمان عليها إلى الإصابة بحموضة الدم وما يرافقها من نزيف في اللثة، وانبعاث رائحة كريهة من الفم، ونخر شديد في الأسنان وغيرها من العلامات المرافقة لهذه الحالة.
- إن تعرض الجسم للمعادن الثقيلة والسامة والمؤذية كالزئبق وخاصة الذي يسقط من حشوات الأسنان الغنية بهذا العنصر، وكذلك عنصر الكادميوم، والتعرض لشم أو شرب المبيدات الحشرية المختلفة، أو تناول الأطعمة النباتية التي تعرضت لهذه المبيدات دون غسلها جيداً.
- الإكثار من تناول المنبهات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين الذي يزيد من حموضة الدم، كالقهوة والمشروبات الغازين والنسكافيه وغيره.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وتناول كميات كبيرة من السكريات والأطعمة المشبعة بالدهون بأنواعها المختلفة.
- التعرض للإجهاد البدني الكبير والمتواصل، وممارسة التمارين الرياضية العنيفة دون أخذ قسط كافٍ من الراحة يعتبر سبباً رئيسياً لهذه المشكلة.
- الإكثار من تناول اللحوم وخاصة اللحم الأحمر.
- تناول كميات كبيرة من الحليب المبستر والمحفوظ لفترة طويلة الأمد، وتناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة.
- استنشاق الهواء الملوث بالملوثات العديدة والمختلفة، وكذلك استنشاق الهواء غير الطبيعي كهواء المكيفات بأنواعها المختلفة.